هكذا هي عظمة الرجال، هكذا هي الإرادة، هكذا العزم والحزم، هكذا إعادة الحقوق إلى أصحابها، فما أخذ بالقوة لا يرد إلا بالقوة، وهكذا هي الجيرة الحقة، إنهما لرجلان عظيمان انتصرا للحق بقوة الإيمان والرأي والمشورة، هكذا هم ملوكنا خدام بيت الله الحرام الملك فهد ــ رحمه الله ــ اشتعل قلبه نارا حينما علم باجتياح صدام العراق أرض جيراننا الكرام الكويت في ديسمبر عام 1990م، وقد بذل ــ رحمه الله ــ الجهود المضنية من أجل تخلي صدام عما فعل وتركه أرض الكويت للكويتيين، ولما باءت كل التوجهات والاتصالات والاجتماعات بالفشل عزم على إعادة وطن الكويتيين إليهم بالقوة كما أخذ بالقوة، فحزم أمره وفعل ما فعل مما تمثل بتبنيه التحالف الثلاثيني ضد العراق حتى عاد الكويت للكويتيين، وعاد الكويتيون إلى وطنهم رافعي الرؤوس حاملي أعلام النصر والابتهاج، شاكرين ومقدرين ما فعلته المملكة من أجل إعادتهم إلى وطنهم وتحريره من الغاصب، ولا تزال كلمة الملك فهد ــ رحمه الله ــ الخالدة (يا تبقى الكويت والسعودية يا تنتهي مع بعض) ترن وترن في آذان إخوتنا الكويتيين، ولم يكتف ــ رحمه الله ــ بهذا، بل فتح المملكة لاحتضان الإخوة الكويتيين وأكرم وفادتهم حتى عادوا إلى وطنهم معززين مكرمين، أما مليكنا المفدى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، فما إن علم ــ وفقه الله ــ بيد الإيرانيين التي بدأت تعبث بأرض جيراننا اليمنيين مستخدمين تلك الأيدي الخائنة لوطنها الحوثيين والرئيس المخلوع على عبدالله صالح (اتق شر من أحسنت إليه).. هذا الرجل الذي لم يحفظ عهدا ولم يعترف بفضل المملكة عليه، ومن أجل نصرة حكومة وشعب اليمن أعلن خادم الحرمين الملك سلمان عن قيام عاصفة الحزم بعد العزم لردع تلك الحثالة من البشر التي لم تحترم العهود ولا المواثيق لا الدولية ولا العربية ولا الإسلامية ولا حتى الوطنية، حثالة استغلتها تلك الدولة المجوسية الصفوية الفارسية الإيرانية، فغذتها بالسلاح القاتل لقتل أبناء اليمن الشرفاء من أجل أن تعبث بهذا الوطن، ولو تحقق لها ذلك فلن تالو جهدا في أن تمد يدها النجسة إلى جيران اليمن، ولكن كانت عاصفة الحزم لها بالمرصاد التي أعلنها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وهي عملية عسكرية سعودية، شارك فيها تحالف دولي مكون من عشر دول ضد (الحوثيين) والقوات الموالية لهم ولعلي عبدالله صالح. بدأت صباح يوم الخميس 5 جمادى الآخرة 1436 هـ، وذلك عندما قامت القوات الجوية الملكية السعودية بقصف جوي كثيف على المواقع التابعة لمسلحي الانقلابيين، تلا ذلك إعلان عاصفة الأمل، وها نحن نرى علامات تلاشي تلك الحثالة وبوادر القضاء عليها لتعود اليمن لليمنيين يمنا سعيدا كما كان، وكذا لم يكتف الملك سلمان بهذا الفعل، بل فتح الوطن لاحتضان الإخوة اليمنيين أيضا، وها هم بدأوا بالعودة إلى ديارهم، والشاهد هنا تشابه العاصفتين في كل مراحلهما، قادهما ملكان عظيمان، فما أشبه اليوم بالبارحة، رحم الله الملك فهد، وحفظ مليكنا سلمان، وإلى ميادين النصر ــ بإذن الله.